ماجد الجمعان والنصر- تغيير إيجابي يتطلب الصبر والوقت

إن مسيرة التطور في أي مؤسسة مرهونة بفكر القادة المحركين لهذا التغيير، الذين يحددون الغايات المنشودة، ونوعية المهام المزمع إنجازها، والاستراتيجيات المرسومة لتحقيق ذلك. وعندما يطرأ تعديل في الهيكل التنظيمي لأي دائرة، يتعين إتاحة فسحة زمنية كافية لطرح التصورات المبتكرة وتطبيقها ميدانيًا، ومن غير المنطقي أن نصدر أحكامًا قاطعة بالفشل على الأفراد بمجرد مواجهة أول عقبة أو تباطؤ في تحقيق الأهداف أو تراجع في النتائج أو الأداء العام للمؤسسة، فلكل عمل دورته الزمنية المحددة؛ لذا فإن التعديل الإداري الذي شهده نادي النصر خلال الأيام العشرة الفائتة يعتبر في مجمله خطوة محمودة، فتعيين شخصية بارزة، ذات باع طويل وخبرة واسعة في هذا الميدان، مثل: «ماجد الجمعان»، في منصب المدير التنفيذي للنادي، من شأنه أن يترك صدىً حسنًا في نفوس كل عشاق النصر، ولا شك أن التطلعات والآمال قد تعاظمت، إيمانًا بأن هذا التغيير، وإن تأخر قليلًا، سيثمر نتائج طيبة في المستقبل، لكن المعضلة الحقيقية التي تتربص بجمهور النصر باستمرار هي قلة الصبر والتحلي بروح الانتظار، ولكي يتمكن «ماجد الجمعان» وفريقه المعاون من تقديم رؤاهم وخططهم وأهدافهم، يجب منحهم الوقت الكافي لتحقيق ذلك.

في أروقة النصر، المهمة ليست يسيرة، ولا يمكن التنبؤ بالعقبات والتحديات التي قد تعترض طريق أي شخص، سواء كان «ماجد الجمعان» أو غيره؛ لذا فإن سقف التوقعات لدى الجماهير في هذا الصدد منخفض للغاية، وهذا الأمر يشكل خطرًا داهمًا على مستقبل النصر؛ ومن هنا، يتمنى الجميع أن يتحلى جمهور النصر بالصبر والهدوء، وأن يمنحوا العمل المرتقب فرصته الكاملة؛ ليتمكنوا من الحكم عليه بالنجاح أو الإخفاق، فثمار هذا التغيير لن تظهر بين عشية وضحاها، فالعمل المضني يحتاج إلى وقت وجهد متواصلين، والمدير التنفيذي الجديد لنادي النصر يمتلك رصيدًا وافرًا من الخبرة وسيرة ذاتية حافلة بالإنجازات في هذا المضمار، وكل المؤشرات المتعلقة بشخصيته تبعث على التفاؤل، ولم يتبق سوى أن يستوعب المدير التنفيذي الجديد حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وأن يفكر بأسلوب مغاير لمن سبقه، فهو بحاجة ماسة إلى الاعتماد على كفاءات إدارية جديدة، لم يسبق لها أن تواجدت في نادي النصر.

إن العمل في الأندية، لا سيما نادي النصر -الذي شهد تاريخًا مديدًا من الصراعات والخلافات- يستلزم قدرًا كبيرًا من الهدوء والحكمة والتعقل؛ لتقديم عمل بنّاء يرسخ في ذاكرة كل النصراويين.

دمتم في حفظ الله ورعايته،،،